لعب أطفال ينهي حياة محمد فرار الذي كان يحلم أن يصبح طبيبا

عائلة ضحية ابتدائية الكاليتوس في العاصمة

"ابني راح ولن يعود.. لم تبق سوى محفظته وملابسه"، "ابن أختي كان يحلم أن يصبح طبيبا لعلاج أمه"، هكذا استقبلتنا عائلة فرار محمد، صاحب العشر سنوات، الذي توفي بعد تلقيه ضربة من زميله في ساحة مدرسة الشهيد بوعلام خليفي بحي مناصرية بالكاليتوس في العاصمة.
ساد الحزن بحي مناصرية ببلدية الكاليتوس في العاصمة، بعد الحادثة الأليمة، التي وقعت داخل ابتدائية الشهيد بوعلام خليفي، والتي راح ضحيتها تلميذ في العاشرة من عمره بعد تلقيه ضربة من جاره وزميله في ساحة المدرسة، الساعة كانت تشير إلى العاشرة صباحا عند وصولنا إلى الحي، فلا حديث سوى عن الحادث وعلى "محمد"، أين أجمع جيران الضحية على الخصال الطيبة التي يتمتع بها الضحية، حيث أكد لنا أحد الجيران: "محمد طيب، ويحبه جميع الجيران.. ربي يرحمو".. لم نجد صعوبة في الوصول إلى منزل الضحية، حيث استقبلتنا عائلته، وما إن عرفنا بأنفسنا إلى خال الضحية حتى قال لنا: "محمد ولد بين يدي بعين بسام بولاية البويرة.. الله يرحمو عاقل بزاف وكل الناس تحبه"، مضيفا: "محمد كان يقول لي دائما سأنجح في دراستي وسأصبح طبيبا وأعالج والدتي.."، دخلنا إلى بيت الضحية، الذي كان يعج بالمعزين، وتوجهنا إلى مقابلة والدته، التي كانت تتوسط النسوة في إحدى الغرف، حيث استقبلتنا بقلب أم مفجوعة على فراق ابنها الرابع من بين ستة إخوة، بدأت بالحديث وهي تبكي دون أن نطرح أي سؤال: "ابني لن يعود.. خلاني وراح"، وأضافت السيدة فرار: "ليلة الحادث على غير عادته، طلب مني أن أوقظه باكرا، فاستغربت لذلك.. أما في اليوم المشؤوم عند استيقاظه خرج مسرعا من البيت من دون أن يلبس معطفه.."، مضيفة: "توفي فلذة كبدي ولم يقبلني على عادته".  
بعدها تنقلنا إلى مدرسة الشهيد بوعلام خليفي، أين أكد لنا لوعيل نور الدين، رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أن على وزيرة التربية نورية بن غبريط التدخل من أجل إعادة النظر في المنظومة التربوية ككل، وإيجاد حل لقضية العنف المدرسي، التي هي في تنام مستمر، متسائلا: "هل يعقل لطفل في 14 سنة من عمره أن يدرس في الابتدائي..؟"، وأضاف محدثنا أن الحادث ليس مقصودا وهو لعب أطفال فقط.