
فازت صوفي مونتيل، مرشحة حزب الجبهة الوطنية أمس الأحد بـ32.60 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرعية في منطقة دو (شرق فرنسا) المخصصة لتعيين خلف في الجمعية الوطنية لوزير الاقتصاد السابق الاشتراكي بيار موسكوفيسي.
فازت ممثلة حزب الجبهة الوطنية
(اليمين الفرنسي المتطرف) صوفي مونتيل في الدورة الأولى من الانتخابات
التشريعية الفرعية بـ32.60 بالمئة من الأصوات مقابل 28.85 بالمئة لصالح
منافسها من الحزب الاشتراكي فريديريك باربيي. وتدخل هذه الانتخابات في إطار
تعيين خلف في الجمعية الوطنية لوزير الاقتصاد السابق بيير موسكوفيسي الذي
يشغل حاليا منصب مفوض أوروبي ببروكسل.
ويؤكد تصدر حزب الجبهة الوطنية
نتائج انتخابات تشريعية فرعية، هي الأولى منذ اعتداءات باريس، قوة اليمين
المتطرف في فرنسا الذي يشكل تهديدا بشكل خاص لحزب الاتحاد من أجل حركة
شعبية برئاسة نيكولا ساركوزي المنقسم حيال سبل مواجهته.
وكتبت صحيفة "لوفيغارو"
المحافظة الإثنين "هؤلاء الذين كانوا يظنون أن الجبهة الوطنية ستكون
بالتأكيد الخاسر الأكبر من المآسي الدامية التي وقعت في كانون الثاني/
يناير مخطئون. إن حزب مارين لوبن حاضر بقوة، هو في المقدمة والآخرون خلفه".
ورغم مواقفه المتلعثمة بعد الهجمات الجهادية التي أوقعت 17 قتيلا الشهر الماضي، لم يتأثر حزب الجبهة الوطنية كثيرا.
وبعد استبعادها عن تظاهرات الوحدة الوطنية الكبرى في 11 كانون الثاني/ يناير، قامت لوبن بمسيرة في الضواحي ضد "التهديد الإسلامي".
دورة ثانية صعبة لمرشحة اليمين المتطرف
وستخوض مرشحة الجبهة الوطنية في 8 شباط/ فبراير، من موقع قوي، الدورة
الثانية من انتخابات تشريعية في مقاطعة دو (شرق) لتعيين خلف في الجمعية
الوطنية لوزير الاقتصاد السابق الاشتراكي بيار موسكوفيسي الذي أصبح مفوضا
أوروبيا.
وبعدما نالت 32.60 % من الأصوات في الدورة الأولى، ستواجه مرشح الحزب
الاشتراكي الحاكم في منطقة صناعية يعطي فيها ارتفاع نسبة البطالة حجة
إضافية في أيدي الجبهة الوطنية.
وسيعلن الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي يرأسه منذ الخريف الرئيس السابق ساركوزي (2007-2012) موقفه الثلاثاء بعد خروجه من الانتخابات.
واعتبارا من الإثنين، ظهر انقسام في صفوف قادته بين اعتماد نهج "لا الحزب الاشتراكي ولا الجبهة الوطنية" ومناصري الجمهورية.
وقالت نائبة الحزب ناتالي كوسيوزكو-موريزيه المؤيدة للسيناريو الثاني "إن حزب الجبهة الوطنية سيشوه فرنسا".
وقال الأمين العام للحزب المؤيد لنهج يميني متشدد والمدافع عن التصويت
"بورقة بيضاء" أنه من "غير الوارد الدعوة إلى التصويت لصالح اليسار".
ساركوزي أمام اختبار صعب
ويضع ذلك ساركوزي في مواجهة خيار صعب: الدعوة إلى التصدي لليمين المتطرف
مع مخاطر الاصطدام بقاعدة متزايدة تؤيد أراء الجبهة، أو عدم التصويت
وتعريض نفسه لانتقادات بأنه لم يلتزم بمبادئ الوحدة الوطنية التي نشأت في
ظل اعتداءات كانون الثاني/ يناير.
ويطمح الرئيس السابق إلى العودة للرئاسة في العام 2017، لكنه يواجه
صعوبات في ترسيخ مواقعه منذ أن ترأس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية في
نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، كما أن عودته "لم تمنع تقدم الجبهة الوطنية"
و"الأخطر من ذلك هو أنه لا يتمكن من جعل الحزب يتكلم بصوت واحد" كما قال
أحد وزرائه.
ومن جهة اليسار، فإن زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي جان-كريستوف
كامباديليس دعا "رسميا" الإثنين حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية إلى دعم
المرشح الاشتراكي في إطار تعبئة "كل الأحزاب الجمهورية" التي انضم إليها
الوسطيون وأنصار البيئة واليسار المتشدد.
مارين لوبان في مقدمة نوايا التصويت في 2017
وقال رئيس الجمعية الوطنية الاشتراكي كلود بارتولون "في مواجهة حزب معاد
للأجانب يستخدم ورقة الخوف، يجب على كل فرد أن يتحمل مسؤولياته".
وبدت الجبهة الوطنية واثقة الإثنين في فرصها بالفوز في الانتخابات
للحصول على مقعد نيابي ثالث. وقال لوي أليو رفيق مارين لوبن ونائب رئيس
الحزب إن "غالبية كبرى من ناخبي حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ستحول
أصواتها إلى مرشحة الجبهة الوطنية". وترتدي الانتخابات في مقاطعة دو طابعا
رمزيا
وبالنسبة للسلطة الاشتراكية، فان تأهل المرشح الاشتراكي للدورة الثانية
يبدو وكأنه يؤكد عودة شعبية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس وزرائه
مانويل فالس منذ اعتداءات باريس.
لكن النتيجة التي حققتها الجبهة الوطنية تؤكد أيضا استطلاعا للرأي أجري
الأسبوع الماضي على المستوى الوطني ويضع مجددا لوبن في مقدمة نوايا الأصوات
في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
كما يعزز آمال اليمين المتطرف بمواصلة تقدمه خلال انتخابات محلية ستجري
في آذار/ مارس، بعد الاختراق الذي اجتاح السنة الماضية الحزب، بأن يفوز في
11 مدينة بالانتخابات البلدية و25 مقعدا أوروبيا ودخول مجلس الشيوخ.
0 التعليقات: