فضيحة في مطار غريس بمعسكر

خبراء أمريكيون عالقون في السماء 

تسبب مسيرو مطار غريس في حالة استنفار قصوى في ولاية معسكر، صباح أمس، عندما بقيت طائرة تحلق في السماء لمدة قاربت ساعتين ثم غادرت الولاية في حدود العاشرة صباحا.واعتقد الناس أن الأمر يتعلق بقدوم “شخصية سياسية كبيرة” إلى الولاية، دون إعلام السلطات المحلية، حيث إن هذا المطار لم يعد يشتغل إلا خلال الحملات الانتخابية أو لإقلاع طائرات مكافحة الجراد، ليتأكد فيما بعد أن تلك الطائرة صغيرة الحجم كانت تقل وفدا من الخبراء الأمريكيين، استضافتهم الجزائر في إطار التعاون الفلاحي بين البلدين، لكن من سوء حظ هؤلاء الخبراء وطاقم الطائرة أن مستخدمي مطار غريس لم يتخذوا أي إجراء لهبوطها.
وأكثر من ذلك، لم يكن في المطار أي موظف حين وصول الطائرة إلى سماء ولاية معسكر في حدود الساعة الثامنة من صباح أمس، قادمة من مطار هواري بومدين الدولي، لتعلن مصالح الأمن حالة الاستنفار ثم استنفر والي الولاية وكل السلطات المحلية الأمنية والإدارية، وكذا إدارة مؤسسة تسيير مطارات الغرب، الكائن مقرها بوهران.
وبدأت الاتصالات مع العاملين في برج المراقبة والإطارات المعنية بتسيير المجال الجوي الجزائري، إلا أن هواتفهم لا ترد، لأن السبت يوم عطلة، ليضطر قائد الطائرة للعودة إلى مطار هواري بومدين. وقد تأكد أن مصالح مطار هواري بومدين أعلمت إدارة مؤسسة تسيير مطارات الغرب حول الرحلة، عن طريق مراسلات رسمية، خاصة أن الأمر يتعلق بوفد أجنبي، يتطلب تنقله في الجزائر إجراءات أمنية صارمة.
وعرفت الأزمة حلا في منتصف نهار أمس، عندما عادت الطائرة إلى مطار غريس وحطت على أرضيته، وهي الحادثة التي تتابعها مصالح الأمن لفك “طلاسمها”، خاصة أنها “قدمت للأمريكيين دليلا ماديا قاطعا حول جدية السلطات الجزائرية في مجال التعاون الدولي”.