بادرت جمعية راديوز برئاسة، قادة شافي، للصلح بين عائلتي عصمان ولجوزي،
طرفي النزاع في قضية مقتل التلميذ عصمان سهيل بالقرب من ثانوية بن عمر
ببلدية بوسفر بوهران قبل شهر من الآن، على اثر تلقيه طعنات خنجر قاتلة من
قبل أعز أصدقائه المدعو لجوزي طارق. مبادرة استحقت كل الإشادة والاعتراف
من قبل المواطنين والمسؤولين المحليين، خاصة وأن عديد المبادرات فشلت، كان
غرضها المساهمة في رأب الصدع بين العائلتين .
وبحضور سكان البلدية وكذا أصدقاء الضحية سهيل والجاني طارق، بوساطة من
جمعية راديوز، التي مثلها شخصيا الرئيس قادة شافي،والأمن الوطني ممثلا
للواء عبد الغني الهامل، المراقب نواصري صالح ، إلى جانب الحكم الدولي
الأسبق محمد حنصال، وحارس فريق مولودية وهران السابق ناصر بن شيحة، في
أجواء خيم عليها الحزن وطابع التأثر الذي كان باديا على محيى الجمع الغفير
الذي حضر هذا اليوم المشهود، خاصة وأنها بادرة خير تبنتها جمعية راديوز
نيابة عن باقي الجمعيات وممثلي المجتمع المدني، حيث أخذ قادة شافي الكلمة
منوها بالدور الايجابي الذي تحلت به العائلتان وخاصة عائلة التلميذ المتوفي
سهيل، التي استجابت لدعوة راديوز و حضرت ممثلة بالوالد السيد حمادي وزوجته
الكريمة، في وقت دعا، قادة الشافي، كل الحضور لقراءة الفاتحة على المرحوم
سهيل، منبها التلاميذ مستقبلا للابتعاد عن العنف المدرسي والتحلي بروح
المسؤولية والابتعاد عن تعاطي المخدرات بمختلف أصنافها، والنزاعات الشخصية
بالكلام الفاحش الذي يكون عادة السبب المباشر في ارتكاب جرائم وجنح
والجنايات، وحينها لا ينفع الندم. كما كانت الرسالة التحسيسية التي وجهها
رئيس جمعية راديوز، بمثابة رسالة سلام للتآخي بين العائلتين وجميع سكان
بلديتي بوسفر والعنصر، لتقديم أحسن صورة عن شباب بلديات ودوائر مدينة وهران
خصوصا أنها سابقة وطنية ولأول مرة ترتكب جريمة في الوسط المدرسي الذي
يعتبر بمثابة المنزل الثاني بعد نصائح الوالدين. الجمعية اصطحبت 10 شباب
ممن غدر بهم الزمن ولعبت بهم المخدرات والأقراص المهلوسة وكذا مخالطة جماعة
الشر ، حيث قدموا روايات حقيقية عاشوها هم شخصيا جراء تعاطيهم للمخدرات،
ليجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها ودون أدنى شعور وراء القضبان، متهمين في
جرائم لم يكونوا على فطنة وهم يرتكبونها، وهي الرسائل التي أخذها تلامذة
وسكان بلديتي بوسفر، العنصر وعين الترك بمحمل الجد، موشوشين بصوت خافت في
آذان بعضهم البعض، بأن سبب الجريمة التي وقع فيها زميلهم طارق وهو يوجه
طعنات لسهيل أعز أصدقائه، جاءت في لحظة غضب لم يصدقها مرتكب الفعلة، إلا
وهو يشاهد رفيق الدراسة يهوى أرضا، تاركا أنفاسه الأخيرة بعين المكان.
السيد عصمان حمادي والد التلميذ المتوفي سهيل، وزوجته، قررا مسامحة عائلة
لجوزي في كلمة علنية ألقاها والد الضحية أمام الحضور، وهو ما أثلج كثيرا
صدور الحاضرين، سواء من التلامذة أو شباب بلديتي العنصر وبوسفر ، خصوصا وأن
عدة محاولات للصلح وارجاع المياه الى مجاريها، باءت بالفشل، بحكم صعوبة
المهمة اياما فقط بعد ارتكاب الجريمة، إذ كان من الصعب إنجاح أية مبادرة
لإحلال السلام بين العائلتين. من جهته شكر السيد لجوزي ايدير وزوجته، وهم
أولياء التلميذ مرتكب الجريمة طارق، المتواجد حاليا بمؤسسة اعادة التربية
بقديل، عائلة عصمان، داعين الله عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان في
مصابهم، منوهين بمبادرة جمعية راديوز الانسانية، كما تمنى والد الجاني
السيد ايدير من العدالة الجزائرية، أن تخفف من وطأة العقوبة على ابنها،
مراعاة للصداقة الكبيرة التي كانت تجمعهما منذ الصغر، بحكم أن الحادثة لا
تعدو أن تكون إلا فعلا لا إراديا وقع في لحظة غضب من شابين لم يبلغا سن
الرشد والتعقل بعد. يبقى التذكير بأن جمعية راديوز برئاسة قادة شافي والحكم
محمد حنصال والحارس الاسبق ناصر بن شيحة، سلموا لوازم رياضية رفيعة
العلامة، لثانوية بن عمر، كما وزعوا مطويات على سكان بلديات بوسفر، العنصر
وعين الترك، تدعو للتحلي بروح المسؤولية والتعقل والاتحاد بين شباب
الأحياء المذكورة أعلاه، بداية بمعالجة ظاهرة العنف المدرسي والأسري بعيدا
عن الآفات الاجتماعية وتعاطي مختلف أنواع المخدرات التي أضحت تنخر عقول
وأجساد الشباب.
0 التعليقات: